صديقتي الغالية ..يسعدني كثيراً أن ألتقي بكِ عبر موضوع جديد من موضوعاتنا المتنوعة.
إن أكثر ساعات النهار نقضيها في العمل ، وبالتالي ، فإن كان عملنا مستقر وظيفياً وعلاقاتياً ، سينعكس هذا الأمر بالإيجاب على صحتنا النفسية والجسدية ، كما إنه سيؤثر أيضاً على إنتاجيتنا، والعكس بالعكس ، فإن كان عملنا غير مستقر وبالأخص على مستوى العلاقة مع المديرين ، فسيكون لذلك مردود سلبي علينا.
ولهذا السبب جاءت أهمية دراسة أنواع المديرين مع شرح الأسلوب الأمثل للتعامل مع كل نوع منهم.
خلال السطور القليلة المدونة سنستعرض تسعة أنواع من المديرين مع إعطاء نبذة مختصرة عن كل نوع منهم .
المدير المتحرر:
وهو الشخص الذي لديه رؤية كلية عن العمل ويستطيع أن يرسي المبادئ الأساسية ويرسم الخطوط العامة العريضة دون الدخول في تفاصيل.
يفضل هذا النوع من المديرين أن يهيئ مناخاً مناسباً للعمل من أجل تنفيذ خططه الموضوعة ، وهو يهتم بأن يجعل موظفيه محل ثقة.
يعتبر هذا النوع من أفضل أنواع المديرين، حيث يسهل التعامل معه عن طريق المناقشة وتوفير المعلومات المناسبة أثناء عرض موضوع معين. من الأفضل أثناء التعامل مع هذه النوعية أن تكوني إيجابية ومنفتحة لما هو جديد.
المدير الآمر:
وهو الشخص الذي لا ينصت أبداً آراء موظفيه نظراً لوجود ثقة زائدة بآرائه ولافتقاره للثقة بالآخرين في ذات الوقت. لذا فإن هذه النوعية من المديرين تعتبر أن مجرد الدخول مع الموظفين في أية مناقشة هي بمثابة إهدار للوقت والطاقة ، فيختار السبيل الأسهل ألا وهو إصدار الأوامر.
ولمعرفة كيفية التعامل مع هذه النوعية ، يمكنكِ تجهيز ما لديكِ من أفكار ، مع مراعاة دراستها جيداً وانتقاء الوقت المناسب لطرح هذه الأفكار ، ولكن احرصي أن تمنحيه وافر الاحترام والتقدير أثناء مناقشتِك.
المدير الانفعالي: وهو المدير الذي لا يتحكم بانفعالاته ، بل كلما رأى أمراً يخالف تخطيطه ، فإنه ينفجر في ثورة غضب عارمة .
تعد أفضل طريقة للتعامل مع هذه النوعية من المدراء أن تلزمي الصمت حتى يهدأ تماماً ، ثم انتظري أن تكون الظروف مواتية لتوضيح وجهة نظرك في الأمر الذي أغضبه ، وتمسكي بالقاعدة الذهبية التي تعلمنا أن الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط.
المدير المماطل:
وهو يقوم بتأجيل اتخاذ القرارات عن طريق اختلاق الأعذار والتبريرات.
لابد من التحلي بالصبر أثناء التعامل مع هذه النوعية. إن كان لديكِ طلب ، فبالطبع لن يقبله من أول مرة ، لذا ألا تفشلي في تكرار محاولاتِك حتى يقبل طلبِك.
المدير المتشكك:
هذه النوعية ربما تكون قد تعرضت مسبقاً لخبرات سلبية أفقدتها الثقة بالآخرين لذا فهو يطالب موظفيه بأن ينقلوا له ما يتم من أحداث أو حوارات من خلفه حتى يطمئن.
ويفضل أثناء التعامل مع هذه النوعية أن تكوني مباشرة وصريحة ولا تزيدي من فضوله بمحاولة كتمانك أو إخفائِك لبعض الأمور ، بالطبع مع مراعاة عدم إفشاء أسرار الغير.
المدير التقليدي:
وهو من النوعية المحافظة التي لا تحب أن تفكر خارج الصندوق ، بل تحاول دائماً أن تتبع الطرق الأكثر أماناً وبالتالي فهي لا تميل إلى المغامرة.
للتعامل الجيد مع هذه النوعية ، يمكنكِ عمل بحث شامل بإحصاءات واضحة عن الأمر الذي تريدين أن تستحثيه على الأقدام عليه.
المدير المندفع:
هذه النوعية هي عكس النوعية السابقة إذ أنه يستجيب سريعاً للمتغيرات، كما إنه يتحمس بسهولة تجاه أي فكرة جديدة دون تخطيط جيد يؤهله لتنفيذ هذه الأفكار، أو دون احتساب النتائج المتوقعة.
من أفضل السبل للتعامل مع هذه النوعية ألا تقاطعيه أو تعترضي على أفكاره أثناء إظهار انفعاله بأمر ما، ثم وفي وقت لاحق ، بعد أن يهدأ حماسه ، يمكنك أن تشرحي وجهة نظركِ مع توضيح إيجابيات وسلبيات الفكرة.
المدير الحالم:
هذا النوع لديه دائماً أحلام وردية وتوقعات تفوق بكثير الواقع الفعلي.
قد تستحثك هذه النوعية على التفاعل الإيجابي ، لذا عليكِ أن تخرجي عن القالب المعتاد ، وتنتقي ما هو قابل للتنفيذ وتحوليه لواقع عملي مع إيجاد وسائل خلاقة وغير تقليدية لتنفيذ المهمة المطلوبة.
المدير المحب لسماع كلمات الإطراء والمديح:
إن كان مديرِك من هذه النوعية ، فلا مانع من انتقاء الكلمات الجيدة التي تعبر عن النقاط القوية بشخصيته، بالطبع دون تملق أو مبالغة .
فالمديح المبني على نظرة احترام وصدق التعامل ، سيكون له تأثير إيجابي جداً في التعامل مع هذه النوعية.
أخيراً، إن كان علينا أن نقدم بعضنا البعض في الكرامة ، فكيف يكون تعاملنا بالأحرى مع رؤساء العمل؟
وإلى لقاء قريب مع موضوع جديد ، والرب معكِ.