رب قائل إزاء هذا انه يعدّ الوعد الذي قطعه في الكنيسة مجرد تصرف شكلي ولم يكن في الاصل ينوي الوفاء به . فمن كان يحاول ان يخدع لما قطع ذلك الوعد؟ الله؟ أنفسه؟ لقد كان ذلك تصرفا يفتقر إلى الحكمة فعلاً ! أم العروس ( أم العريس) أم أهل الزوجة ( أو الزوج) . إذًا لقد كان ذلك غدرا ومكراً. وما أكثر ما أحسب أن الزوجين
( أو أحدهما) كانا يأملان أن يخدعا عامة الناس! فإنهما يريدان أن يحظيا بالاحترام المنوط بالزواج دون نية في دفع الثمن. أي أنهما كانا محتالين وقد لجأا إلى الغش. وإذا كانا ما يزالان غشاشين قانعين ، فليس لدي ما أقوله لهما . فمن ذا يريد أن يفرق واجب العفة السامي والصعب على شخصين لم يرغبا حتى أن يكونا صادقين فحسب ؟ وإن كانا قد عادا إلى رشدهما الآن ويريدان أن يكونا صادقين ، فإن وعدهما الذي سبق ان قطعاه هو خير مُلزم لهما . وهذا كما لابد ان ترى يندرج تحت عنوان العدل او الانصاف، لا تحت عنوان العفاف، واذا كان الشريكان لا يؤمنان بالزواج الدائم ، فربما يكون احسن لهما ان يعيشا معا بغير زواج من ان يقطعا وعودا لا ينويان الوفاء بها. صحيح أنهما إذ يعيشان معا بلا زواج يكونان مرتكبين لذنب الزنى ( من وجهة لنظر المسيحية) ، إلا أن غلطة واحدة لا تُصلحها غلطة أخرى: فعدم العفاف لا يتحسن بإضافة الإخلاف بالوعود.
ك. س. لويس- المسيحية المجردة