أن يحتفظ الإنسان (ذكراً أو أنثى) بعذريته ولا يدخل في علاقة جنسية من أي نوع قبل الزواج فهذا امتياز كبير. لكي نفهم لماذا هذا مهم، يمكننا أن نشبه أنواع الحب المختلفة ومنها "الجنس" بعدة صور جميلة. تتميز الصورة الخاصة بالجنس بأنها "ستيكر" وليست صورة عادية، أي أن ظهرها لاصق. فالجنس هو نوع الحب الذي "يلصق" الذكر والأنثى ببعضهما التصاقاً شديداً. حيث أن الجنس يمارسه البشر وهم في حالة من "التعري".. ليس فقط من الملابس وإنما من الدفاعات النفسية وفي حالة من السخونة الشديدة للمشاعر.فيجعلهما "يلتصقان" ويؤدي الفصل بينهما إلى ألم وجرح..
يمكننا أن نتعامل مع كل "صور" الحب"، كالزمالة والصداقة وغيرها بحرية أما "صورة" الجنس بالتحديد ينبغي التعامل معها بحرص. أي ملصق قبل أن نضعه ينبغي أن نكون متأكدين من المكان الذي نريد أن نضعه فيه، لأن تغييره سيؤدي إلى اهتراء (أو تلف؟) الملصق وتشويه المكان الذي تم فيه الإلصاق. المقصود هو ألا نسمح لأنفسنا بممارسة الجنس إلا مع الشخص الذي سوف نعيش معه ونواصل هذه الممارسة طوال العمر ونكون مرتبطين معه (أو معها) بكل ألوان العلاقة وليس الرومانسية الجنسية فقط.
حسناً.. ماذا لو كان قد تم لصق "الستيكر" بالفعل؟ الجواب بسيط.. فعندما نتسرع ونلصق ملصقاً في مكان ما، ثم نكتشف أننا تسرعنا، فإننا نحاول أن نرفع الملصق من مكانه بحرص شديد لكي لا يتمزق، ثم نحتفظ به إلى أن نستقر على المكان الذي نريد أن نضعه فيه. لحسن الحظ أن قدرة هذه الستيكر على اللصق لا تفسد إذا تم لصقه مرة واحدة لكن ينبغي أن نكون حذرين. هل هذا الأمر ينطبق على الذكور والإناث معاً؟ نعم... هذا ينطبق على الاثنين معاً لكن المجتمعات الشرقية الذكورية تعتبر أن الذكر يمكن أن "يلتصق" أكثر من مرة بلا ضرر أما الفتاة فكما يقال شرفها "مثل عود الكبريت" لا يصلح إلا لمرة واحدة، ولا يمكن إعطاءها فرصة ثانية.
إننا إذا كنا نتمتع بالعدل والإنصاف علينا أن نحث كل من الذكور والإناث على الاحتفاظ بعذريتهم، وفي نفس الوقت لا نقسو على من سقط مرة أو أكثر ونمنحه الفرصة من خلال الحب والقبول والتعليم والنُصح أن يعود ويحفظ طاقته الجنسية لكي يعطيها لشخص واحد بشكل مستمر في إطار علاقة متزنة تجمع البعد الجنسي والرومانسي والعقلي والاجتماعي والروحي، أي في إطار الزواج.
بقلم د. أوسم وصفي