التشجيع

صديقتي الغالية .. تحية محبة نابعة من قلبي أهديها لكِ.

أود أن أشارككِ بقصة رمزية قصيرة قرأتها وأعجبتني لما فيها من دروس عملية مفيدة..متمنيةً أن تحمل لكِ أنتِ أيضًا نفعًا وتشجيعًا..
تحكي قصتنا عن مجموعة من الضفادع كانت تقفز مسافرة بين الغابات وفجأة وقعت ضفدعتان في بئرٍ عميقٍ. على أثر ذلك، تجمع جمهور من الضفادع حول البئر، ولما شاهدوا مدى عمقه، صارحوا الضفدعتين اللتين في الأسفل أن حالتهما ميئوس منها وبأنه لا فائدة من محاولة الخروج. 

تجاهلت الضفدعتان تلك التعليقات وحاولتا الخروج من ذلك البئر بكل ما أوتيتا من قوة عزم .

واستمر جمهور الضفادع بالصياح بهما أن تتوقفا عن المحاولة لأنهما ميتتان لا محالة. 

أخيراً استسلمت إحدى الضفدعتين لصياح الجمهور وأصابها اليأس، فسقطت إلى أسفل البئر ميتة. 

أما الضفدعة الأخرى فقد استمرت في سعيها للقفز بكل قوتها. واستمر جمهور الضفادع في الصياح منبهين إياها أن كل مساعيها إنما هي دون جدوى.ولكنها واصلت مجهودها على نحوٍ أسرع وأقوى حتى وصلت إلى الحافة ومنها إلى الخارج..مما أصاب الجمهور بذهول عجيب. 

عندئذٍ، سألها جمهور الضفادع عن سبب عدم التفاتها لصياحهم، فشرحت لهم الضفدعة أنها مصابة بصمم جزئي ، لذلك كانت تظن وهي في البئر أنهم يشجعونها على إنجاز مهمتها..وكلما علت صيحاتهم كانت تنال نصيبًا أوفر من الحماس والمثابرة.

لعله من الملفت للانتباه هو اختلاف رد فعل الضفدعة الأولى عن الثانية برغم وجودهما بنفس البيئة..الفارق هو كيفية تفاعلهما مع ما جري من حولهما وليس في صعوبة ما يجري بحد ذاته.

لذا،يمكننا أن نواصل مسيرتنا وتقدمنا دون أن نستسلم لمقاطعة الآخرين وانتقاداتهم..لنصوب أعيننا نحو الهدف ،ونمتلئ بالإيمان وبالتأكيد بمعونة الله سنصل إلى غايتنا المنشودة.
فلنحرص نحن أيضًا أن نكون مُلهمين ومُحفزين للآخرين من حولنا على مواصلة سعيهم..فكلمات التشجيع تطلق طاقات الفرد الكامنة وتدعمه من أجل تحقيق النجاح..

لتكن كلماتنا مُصلحة بملح من أجل تشديد نفوس من حولنا وتدعيمهم بالقوة والتمكين المطلوبين لمواصلة مسيرتهم.

فلنفتح قلوبنا وأعيننا لنرى الاحتياج الكائن من حولنا لنبث أملاً ورجاءً لكل نفس غالية تتوق إلى من يرفعها ويدعهما. 

مع خالص تقديري ومحبتي- لمسات شافية