اللسان عنوان الشخصية

إن الأسلوب الذي يتحدث به الإنسان يُعدُُ  دليلاً كاشفاً  لشخصيته. حول هذا الموضوع تصف الأسفار المقدسة نوعيات مختلفة من "الألسن"( الكلام)، دعونا ندرس بعضاً منها.

اللسان الناقد

يستطيع الإنسان الحكيم أن يميز النقد البناء ، وفي بعض الأحيان يكون من الصعب على الشخص أن يميز بين النقد البناء وبين الكلمات الهدامة الصريحة ، ولكن كما لاحظ الحكيم  سليمان أن " الانتهار يؤثر في الحكيم أكثر من مائه جلده في الجاهل". يستطيع الإنسان أن يتعلم دروساً قيمة من الانتقاد فقط إن كان راغباً في ذلك. وعلى الصعيد الآخر، فهناك من حولوا النقد إلى رياضة مسلية.

اللسان الانفجاري
لاحظ الرسول يعقوب أن اللسان هو عضو لا يستطيع أحد أن يلجمه بالكامل يعقوب 3: 8، ولكن البعض يبذلون جهداً في المحاولة، وفي أقل ثورة غضب لهم نجدهم ينفجرون غضباً. قد يتعجب المرء من لغة شخص يوم الاثنين، وهو نفس الشخص الذي تحدث بتقوى يوم الأحد على مائدة الرب! ولأولئك الذين ينهجون هذا المنوال يقول الرب: "مالك تحدث بفرائضي وتحمل عهدي على فمك"( مزامير 50: 16 ).

اللسان الممتلئ بالبغضة:
تحدث النبي إرميا عن الخائنين الذين " يمدون ألسنتهم كقسيهم للكذب" وحذر من أنه لن يثق أحد بالمخادعين أو المفترين أو أولئك الذين علموا ألسنتهم التكلم بالكذب" ( إرميا 9 : 2-5 ) ، وفي (أمثال 6 : 17 )،
(أعمال 5: 3 – 4 ) يذكر أن يهوه يبغض اللسان الكاذب. يستخدم بالبعض اللسان في إخراج أحشاء بعضهم بالبعض – حتى إخوتهم في المسيح.

اللسان الفاسق:
تحدث سليمان عن فم الأجنبيات بأنه " هوة عميقة". لاحظ الكلمات المعطرة التي تخرجها المرأة الفاجرة التي تخدع المتعقل وتقوده للدمار( أمثال 7: 14 ) وبنفس الكيفية، يستطيع أيضاً الرجال أن يخدعوا السيدات الوحيدات بلغتهم المخادعة.

اللسان المتفاخر
لقد تفاخر الفريسي مستعرضاً كياسته الزائفة ولكنه لم يتحسب كاملاً في عيني الله بالرغم من تفاخره( لوقا 18 : 9 ) . قال الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون Francis Bacon بهذا الصدد : " الإنسان المتفاخر مرفوضاً من الحكماء ولكنه محط إعجاب الجهال". هناك من ينسبون في حديثهم الإعجاب المستمر بالذات، وآخرون ينسبون انجازات لأنفسهم لم يصنعونها.

اللسان المندفع
لقد صرح الرسول يعقوب وكان ملهماً بالروح القدس " ليكن الإنسان مسرعاً في الاستماع مبطئاً في التكلم" ( يعقوب 1: 19 ). قال كاتب حكيم: " بل الأحمق إذا سكت يحسب حكيماً" ( أمثال 17: 28 )، ولسوء الحظ فإنه يفغر فمه مراراً ويكشف عن جهالته، وغيرهم من يتحدثون كثيراً حتى يستكشفوا مضمون أفكارهم من خلال كلماتهم.

اللسان المزدوج
لقد أوضح الرسول بولس أنه على الشمامسة أن يكونوا ذوي وقار ولا يكونوا ذوي لسانين" 1 تيموثاوس 3 : 8 ). الشخص ذو اللسان المزدوج يعمل على تحسين فن النفاق ، ولكن يوماً سيرفرف لسانه مثل الظلة الثائرة في عاصفة شتوية.

" كل كلمات فمي بالحق ليس فيها اعوجاج ولا التواء" ( أمثال 8: 8 ).
لقد أعطانا الرب يسوع تحذيراً شديداً بخصوص اللغة غير اللائقة التي أحياناً تنتج عن فم الإنسان. لم يكن اشتمال الوصايا العشر على اثنتين متعلقتين بالكلام-دون مغزى.. أولهما: "لأن الرب لا يبرئ من ينطق باسم الرب باطلاً ، وثانيهما: لا تشهد على قريبك شهادة زور"( خروج 20 : 7 ، 16) وبنفس الكيفية، ففي الموعظة على الجبل ، حذر يسوع من القسَم إذ قال " لا تحلفوا البتة" ( متى 5 : 33 -37).

ختاماً فإن كلمة الله تحثنا على الآتي:
لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم " ( أفسس 4: 29 )
" أما الآن فاطرحوا عنكم أنتم أيضاً كل الغضب ،السخط ، الخبث،التجديف، الكلام القبيح من أفواهكم"( كولوسي 3 : 8 )
اسمعوا تحذير قاضي كل المسكونة : " ولكن أقول لكم ان كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساباً يوم الدين لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان"( متى 12 : 36- 37 ).