الزواج المسيحي-5

يستمد الناس من الكتب الفكرة القائلة بانك حين تتزوج الشريك الصحيح يمكنك ان تتوقع الاستمرار في حالة الحب إلى ما لا نهاية. ونتيجة لذلك فعندما يتبين لهم ان ليس ذلك واقعهم يعتقدون ان ذلك برهانا على انهم ارتكبوا غلطة ومن حقهم احداث تغيير، غير مدركين انه بعد حصولهم على التغيير سيتلاشى الألق سريعا من الحب الجديد مثلما سبق ان تلاشى من القديم. ففي هذا النطاق من الحياة كما في اي نطاق اخر، تأتي رعشات الطرب في البداية ولا تستمر على حدتها، فان الرعشة التي تسري في كيان الصبي عندما تخطر في باله فكرة الطيران لن تستمر بعد التحاقه بسلاح الجو وتعلمه الطيران فعلا. كما ان البهجة التي تشعر بها لدى رؤيتك مكانا بهيجا تتلاشى بعد انتقالك للاقامة في ذلك المكان. افيعني هذا انه كان خيرا لو لم يتعلم المرء الطيران ولو لم تنتقل للاقامة في المكان الجميل؟ كلا! ففي كلتا الحالتين، اذا استمررت بالامر ، يحل محل تلاشي البهجة الاولى نوع من الاهتمام اكثر هدوءا ودواما . اضف الى ذلك ( ولا اكاد اعثر على الكلمات المناسبة لاقول لك كم اعتقد ان هذا الامر مهم) ان اوائك المستعدين لتقبل فقدان البهجة والاستقرار على الاهتمام الرزين، هم انفسهم المرشحون لاختبار بهجات جديدة في وجهة اخرى مختلفة تماما. فالرجل الذي تعلم الطيران وصار طيارا جيدا سيكتشف الموسيقى فجأة ، والرجل الذي استقر للاقامة في البقعة الجميلة يسكتشف لذة العمل في الحدائق والزهور.

ذلك هو ، في اعتقادي ، جزء يسير مما عناه المسيح بقوله إن شيئاً لن يعيش حقا ما لم يمت أولاً . فبكل بساطة ، لاخير من محاولة الابقاء على أية بهجة استثنائية : إن ذلك لأسوأ أمر يمكن أن تفعله. فلتمض البهجة الاستثنائية ، لتمت ، لتجتز فترة الموت تلك كي تبلغ ما يعقبها من اهتمام أكثر هدوءًا ، وسعادة أكثر سكوناً ، فستكتشف أنك تعيش في عالم البهجات الجديدة في كل حين ، ولكن إذا شئت أن تجعل البهجات الاستثنائية وجبتك المعتادة وتحاول اطالة امدها بوسائل مصطنعة ، تغدو اضعف واقل فاقل ، وتصير هرما ملونا مخدوعا ما تبقى من عمرك . وسبب ذلك ان قلة قليلة من الناس يدركون هذا الواقع بحيث تجد كثيرين ممن هم في وسط العمر يهدرون شبابهم الضائع ، في العمر عينه الذي فيه ينبغي ان تكون افاق جديدة اخذة في الظهور وابواب جديدة اخذة في الانفتاح حواليهم. فانها لمتعة افضل بكثير ان تتعلم السباحة من اظل تظل الى ما لا نهاية ( وبغير امل) محاولاً استرجاع ذلك الشعور الذي خالجك أولاً لما رحت تخوض في الماءأول مرة لما كنت صغيراً.

ك. سز لويس – المسيحية المجردة- الزواج المسيحي