الزواج المسيحي-6

ثم إننا نستمد من الروايات والمسرحيات فكرة أخرى تقول بأن " الوقوع في الحب" هو أمر لا يقاوم البتة: أمر يصيب المرء كيفما اتفق ، كالحصبة مثلاً ، ولأن بعض المتزوجين يعتقدون هذا ، فهم يستسلمون حالاً إذ تنهار دفاعاتهم حين يُلقون أنفسهم منجذبين إلى شخص آخر يتعرفون به حديثاً . غير أني أميل إلى الاعتقاد أن هذه المشاعر التي لا تُقاوم هي في الحياة الواقعية أندر بكثير مما في الكتب ، حين يكون المرء بالغا على كل حال. فعندما نقابل شخصا جميلا ذكيا وعطوفا ، فلابد لنا طبعاً ، بمعنى محدد أن نعجب بتلك المزايا الطيبة ونحبها فيه. ولكن أليس في خيارنا إلى أبعد حد أن ندع هذا " الحب " أو لا ندعه، يتحول إلى ما نسميه " الوقوع في الحب" ؟ إذا كانت عقولنا ملأى بالروايات والمسرحيات والأغاني العاطفية ، وأجسادنا ملأى بالكحول ، فلا شك أنا سنحول أي حب نشعر به إلى ذلك النوع من الحب ، تماماً مثلما تكون في طريقك قناة فتنصب كل مياه الأمطار فيها، ومثلما تضع على عينيك نظارة زرقاء فيتحول كل ما تراه إلى اللون الأزرق.

ك. س. لويس – المسيحية المجردة – الزواج المسيحي