في أثناء العيد جاء يونانيون إلى أورشليم للعبادة . لقد ذهب الناس إلى فيلبس لكي يقدمهم ليسوع .. حيث كانت مهمة فيلبس أن يُعرِّف الناس بشخص يسوع .. فقال اليونانيون لفيلبس " يا سيد نريد أن نرى يسوع " .
أما يسوع ففي حديثه معهم أشار إلى فكر الصليب إذ قال " وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلىّ الجميع " حيث كانت كلماته إشارة إلى الصليب وذلك لأن الصليب يُمثِّل:-
1- طريق المجد : إذ صلى يسوع "أيها الآب مجِّد اسمك" – فجاء صوت من السماء " مجدت وأمجِّد أيضًا " وقد سمع كل الحاضرين هذا الصوت.
2- طريق القيامة والانتصار: ولهذا شبّه المسيح نفسه بحبة الحنطة التي لابد أن تُدفن في الأرض حتى تأتي بثمرٍ كثير.
3- طريق الألم.. لقد ذاق المصلوب أقسى الآلام النفسية والجسدية عوضًا عنا، فقد جرت العادة أن يُعطى كأس خمر ممزوجًا بالطيب لمن سيُنفذ فيه حكم الإعدام وذلك لتخفيف آلامه. وعندما قدموا للرب يسوع خلاً ممزوجًا بمرارة رفض يسوع أن يشربه إعلانًا منه أنه يريد أن يشرب كأس الآلام وهو في كامل وعيه.
4- قوة جاذبية ترفع الناس فوق مستوى الأرضيات إلى مستوى السماويات إذ " أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات" ( أفسس 1 : 20 )
أختي الغالية ... ماذا يُمثِّل الصليب بالنسبة لكِ ؟ هل هو مجرد ذكرى نحتفل بها كل عام ؟ هل هو مجرد علامة تُطبع على الأيدي أو تُدلى في قلائد .. أم أنكِ تلامستِ مع قوة جاذبية الصليب القادرة أن ترفعنا من مستوى الأرضيات إلى مستوى السماويات .. القوة التي تنتشلنا من أعماق الهاوية لتُدخلنا إلى قدس الأقداس؟!
عزيزتي .. إنني أشجعك أن تأتي إلى يسوع لكي تنالي بركات الصليب في حياتكِ . تعالي إليه بكل آثامك ليحول كل ضعف إلى قوة ومجد.
يريد يسوع أن يتحد بكِ، ويجذبكِ إلى شخصه الكريم، الذي هو أغلى حبيب يُمكن أن نحظى بشركته معنا ورفقته في كل دروب حياتنا.. هو الذي بدمه الكريم يستطيع أن يُنقي قلوبنا ويُطهرنا من كل إثم، لنتمتع بكل بر وغفران وقداسة – فقط، إن اعترفنا بخطايانا ورفضنا أن نسير بعيدًا عن طرقه، وطلبنا سُكنَاه وسيادته الكاملة على حياتنا.
+ولهذا اسمحي لي أن أشاركك ببعض النقاط العملية التي قد تُساعدك على التمتع ببركات الصليب.
تأملي طريقك :-
1- قد نتعرض لتجربة الدفاع عن انفسنا فبدلاً من مواجهة النفس بالخطأ فإننا نحاول أن نجد مبررات لأخطائنا .
2- من جانب آخر، قد نحاول أن نجعل من أفعال الآخرين مقياسًا لسلوكنا، فنجد لأنفسنا العديد من الأمثلة التي تفعل هذا الأمر أو غيره، غير مميزين أن المسيح نفسه هو المقياس الكامل لنا إن كنا نريد أن نضع لأنفسنا مقياسًا.
3- أو قد نكتفي بالإعتراف بالخطايا الهامشية وبالتالي لا نتعرض بالكامل لدائرة النور، ومن ثم لا نتمتع بجاذبية الصليب.
صديقتي .. دعيني أصارحك بأن المواقف الثلاثة السابق ذكرها تحول بيننا وبين التقويم المبني على مصارحة النفس الصادقة والأمينة.
فإن أردتِ أن تتمتعي بكامل بركات الصليب ...
لا تقفي في منتصف الطريق
1-قد تكوني على استعداد للتغيير في بعض الأمور لا في كل الأمور، وقد تقولي أن كل غرف قلبك هي ملك لله، إلا أنكِ مازلتِ تحتفظين ببعض الغرف لتكون تحت تصرفك الشخصي.
2-أو من جانب آخر قد تتعاملي مع نفسك بنوع من التدليل والتساهل فترضي باستخدام المسكنات بدلاً من إيجاد العلاج الجذري، ومثال لذلك أنكِ قد تنقطعي عن عادة ما بدلاً من أن تقطعينها.
3- وأخيرًا، قد تكون لديكِ الرغبة في التغيير ولكن ليس الآن.والحقيقة أن ما نؤجل أن نفعله الآن قد لا يمكننا أن نفعله في أي وقتٍ آخر.
نصـــــــــــــائح عمليـــــــة ختامية:
1- إن المسيح حاضر معكِ الآن بالروح القدس، اطلبي منه أن يسيطر على كل كيانك الداخلي.
2- اعترفي له بالخطية باسمها الحقيقي.
3- افتحي قلبكِ لشمس الروح القدس ليسطع و يبدد كل ظلام بداخلك.
4- اقبلي غفران المسيح لكِ وتطهيره لخطاياكِ بدم يسوع.
5- لاحظي محور تفكيرك .. فالأفكار تتحكم بالمصير ، فإذا سمحتِ للشهوات أن تشغل فكركِ فالتفكير سيقود قطعًا إلى التنفيذ.
6- أدخلي المسيح عند بداية الفكر " البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرًا للشهوات " ( روميه 13: 14 )
7- ضعي لحياتك هدفًا واسعي نحو تحقيقه والرب يباركك.