السر وراء التقلب المزاجي والعاطفي لدى المرأة

 المرأة مثل الموجة. حين تشعر بأنها محبوبة يصعد تقديرها لذاتها ويهبط في حركة تموجية. فعندما تشعر بالرضا حقا، ستصل إلى الذروة ولكن بعد ذلك، يمكن أن يتبدل مزاجها وتتكسر موجتها. هذا التكسر مؤقت. فبعد أن تصل إلى القاع ستتبدل حالتها فجأة وستشعر مرة أخرى بأنها راضية عن نفسها. إن قدرة المرأة على الحب واستقباله تعتبر عموما انعكاسا لكيفية شعورها تجاه نفسها.

إنه لأمر حاسم أن يفهم شريكها ماذا تحتاج في تلك الأوقات، وإلا فإنه ربما يطلب منها طلبات غير معقولة آنذاك. عندما يحب رجل امرأة تبدأ هي تشع بالحب والإشباع. ومعظم الرجال يتوقعون بسذاجة أن يدوم ذلك الإشعاع إلى الأبد، لكن  هذا يشبه توقع استمرار سطوع الشمس أو دوام فصل الربيع. يشبه قاع تلك الموجات البئر العميق المظلم، فعندما تتجه المرأة إلى داخل بئرها. يحتاج هو إلى أن يتعلم أن هذا هو الوقت الذي تكون حاجتها إليه ماسة، وأن الأمر ليس مشكلة ينبغي حلها أو إصلاحها، ولكن فرصة لدعمها بحب غير مشروط. إن آخر شيء تحتاج إليه المرأة وهي في طريقها إلى أسفل هو شخص ما يخبرها لماذا ينبغي أن تكون في الأسفل. إن ما تحتاج إليه هو شخص يكون معها وهي متجهه إلى البئر؛ ليستمع إليها وهي تبوح بمشاعرها. ويتعاطف مع ما تمر به. حتى ولو لم يكن الرجل قادرا على أن يفهم تماما لماذا تشعر المرأة بأنها مضغوطة، فإنه يستطيع تقديم الحب والانتباه والدعم.
عندما تدخل المرأة إلى بئرها، فليس من الضروري أن تشعر مباشرة بتحسن إذا قدم لها شريكها الدعم، لكن دعمه سوف يفيدها في أن تصل أسرع إلى القاع. هذه هي الدورة. لا توجد طريقة للتنبؤ بالمدى الزمني الذي ستكون هي فيه منزعجة، أحيانا تكون بئرها أكثر عمقا منها في أوقات أخرى.

وحين تخرج المرأة من البئر تصبح نفس الذات اللطيفة مرة أخرى. ويسئ الرجال عموما فهم هذا التبدل الإيجابي. فالرجل يعتقد عادة أن ما كان يضايقها قد تمت معالجته أو حله. لكن الأمر ليس كذلك، إنه وهم. فلأنها أصبحت فجأة أكثر لطفا وإيجابية يعتقد هو خطأً أن كل قضاياها قد تم حلها. فعندما تتكسر أمواجها مرة أخرى ستظهر قضايا أخرى. وعندئذ يصبح هو قليل الصبر، وبدون فهم للطبيعة التموجية سيكون من الصعب عليه أن يرعاها وهي في البئر.

وهناك بعض الاستجابات الغير مناسبة التي يقولها الرجل لشريكته عندما تعود إلى المشاعر التي لم يتم حلها:
1. كم من المرات يجب علينا أن نناقش ذلك
2. لقد سمعت كل هذا من قبل
3. كنت أظن أننا أنهينا الكلام في هذا
4. هذا جنون! لماذا لديك الكثير من المشكلات

عندما تشعر المرأة بأنها مدعومة أكثر وأكثر في هذه الأوقات الصعبة، تبدأ تثق بالعلاقة وتستطيع أن تقوم بالرحلة من وإلى بئرها دون نزاع في العلاقة أو صعوبة في حياتها. هذه هي نعمة علاقة الحب. إن تدعيم المرأة حين تكون في بئرها تعتبر منحة خاصة ستكون ممتنة جدا لها. وبالتدريج ستصبح متحررة من سيطرة تأثير ماضيها. ستكون هناك تقلبات. ولكنها لن تكون بالشدة التي تحجب طبيعتها اللطيفة.

إن حب الرجل ودعمه لا يستطيع بصورة فورية حل قضايا المرأة، ولكن حبه يجعل الأمر مأمونا بالنسبة إليها لكي تغوص في أعماق بئرها. كما أن دخول المرأة إلى بئرها ليس غلطة الرجل أو بسبب فشله. والمرأة لديها القدرة الذاتية على الصعود تلقائيا بعد أن تلامس القاع. وليس على الرجل أن يصلحها. إنها غير معطوبة ولكن تحتاج فقط إلى حبه وصبره وتفهمه.
أما عندما لا تشعر المرأة بالأمن وهي تدخل بئرها، فخيارها الوحيد هو أن تتفادى المحبة والجنس أو تخدر مشاعرها وتقمعها عن طريق بعض السلوكيات الإدمانية مثل الإفراط في الأكل، الإفراط في العمل أو الإفراط في الرعاية. ولكن، حتى مع هذه السلوكيات الإدمانية، ستسقط دوريا في بئرها وقد تظهر مشاعرها في شكل لا يمكن التحكم فيه على الإطلاق.
ويعتقد بعض الرجال خطأ أنه إذا كانت شريكته ناجحة في العمل فإنها بالتالي لن تمر بمثل هذه المواسم، العكس صحيح. فعندما تكون المرأة في عالم العمل تكون معرضة للضغوط والتلوث العاطفي وتصبح حاجتها إلى التنقية العاطفية كبيرة. وبطريقة مشابهة تزداد حاجة الرجل إلى الانسحاب مثل الحزام المطاطي عندما يكون تحت مقدار أكبر من الضغوط في العمل.
لكن الرجل يمكنه أن يقوم ببعض الأمور لمساعدة شريكته وهي في هذه البئر، كأن يتخلى عن أحكامه ومطالبه ويتعلم كيف يعطي الدعم المطلوب. ونتيجة لذلك يستمتع بعلاقة تزداد في الحب والرغبة عبر السنين. كذلك يمكنه أن يتحمل القليل من العواصف العاطفية أو الجفاف العاطفي.

لكن ما ذا عن امرأة تدخل إلى بئرها في نفس الوقت الذي يتجه شريكها إلى كهفه بسبب حزامه المشدود الذي يطالبه بالاستقلال والانعزال قليلا؟ ماذا إذا رغب الرجل في الانسحاب ورغبت المرأة في التحدث في نفس الوقت؟ بالطبع لن يستطيع أن يعطي الرجل ما لا يمتلكه ومهما حاول أن ينصت أو يتفهم فسوف ترى شريكته أنه غير حقيقي وغير متفهم ويعمل ما لا يريده.
 لذلك، هناك ثلاث خطوات يمكن للرجل أن يقوم بها ليساعد شريكته وهو في انسحابه:

1. تقبل عجزك: فأول شيء ينبغي عليك عمله هو أن تقبل بأنك تحتاج إلى أن تنسحب. حيث لا يكون لديك ما تعطيه. لا تحاول الإنصات وأنت غير قادر.
2. افهم ألمها: بعد ذلك، ينبغي أن تفهم بأنها تحتاج إلى أكثر مما تستطيع أنت منحه في الوقت الراهن. إن ألمها حقيقي. لا تجعلها تبدو مخطئة لأنها تحتاج إلى المزيد أو لأنها متألمة. فمن المؤلم أن تتعرض للهجر عندما تحتاج إلى حبك. أنت لست مخطئا لاحتياجك إلى مساحة، وهي ليست مخطئة لرغبتها في أن تكون قريبة. ربما تكون خائفا من أنها لن تغفر لكَ أو تثق بك. إنها يمكن أن تكون أكثر ثقة وصفحا إذا كنت مهتما ومتفهما لألمها. يمكنك أن تقول عندئذ:" إنني أدرك أنك تشعرين بالألم وأنا أحتاج إلى بعض الوقت لأفكر في هذا. دعينا نأخذ وقتا مستقطعا" أو أن تقول:" إنني أدرك أنك متضايقة، لكنى أرغب في الاسترخاء ومشاهدة التلفاز الآن، وعندما أشعر بأنني في حال أحسن يكون بإمكاننا أن نتحدث"
ربما لا تفضل هي تلك الاستجابة، لكنها ستحترمها. إنها تريد أن يكون الشخص المحب كما هو في العادة، ولكن إذا كان يحتاج إلى أن ينسحب، فهذه إذاً حاجته الحقيقية، إنه لا يستطيع أن يعطي ما لا يملك.
3. تجنب الجدال وأعط الأمان: بتفهمك لألمها فإنك لن تجعلها مخطئة أوفي ضيق. وعلى الرغم من أنك لا تستطيع منح الدعم الذي تريده وتحتاج إليه، يمكنك أن تتجنب جعل الأمور تسوء بالجدال. فقط طمئنها بأنك ستعود وعندها ستكون قادر على منحها الدعم الذي تستحقه.

رجال من المريخ ونساء من الزهرة
للكاتب: جون غراي