تعاني الكثير من الفتيات ضغط فترة المراهقة ، بكل صراعاتها النفسية ، والتقلبات المزاجية والعاطفية ، ضغط نظرة المجتمع وعدم تفهمه الواعي ، أو ربما عدم قبول أقرب الناس لهن في هذه الفترة الحرجة من حياتهن.
ومع هذه الصراعات والضغوط .. نجد الفتيات يرغبن اجتياز هذه الفترة، رغبة في الحصول على النضوج لكي يجدن استقرارهن النفسي، وكذا قبول المجتمع .
وتتزايد الأسئلة حول سمات سن المراهقة والتغيرات التي تطرأ فيها.
اسمحي لي في البداية أن ألقي بعض الضوء على فترة المراهقة وأهميتها.
فترة المراهقة:
تُشبه فترة المراهقة الجسر الذي يعبر بالفتاة من كونها طفلة إلى امرأة بالغة ذلك بسبب التغيرات التي تحدث في جسمها، و بجانب التغيرات الجسمية ، تحدث أيضاً تغيرات فكرية وعاطفية مختلفة ، فهي تُسمى بمرحلة التدفق النمائي أي النمو في اتجاهات مختلفة نفسياً وروحياً وجسمانياً.
تبدأ هذه المرحلة ما بين 11-19 سنة، قد تزيد أو تنقص ولكنها في الأغلب لا تتعدى سن 22 سنة.
النمو الجسمي
تبدأ طفرة سريعة من النمو سواء في الطول أو الوزن ، كما يتغير شكل الأنف لأنها تصل إلى نموها الكامل قبل باقي أعضاء الجسم، إلى جانب ظهور حب الشباب ، الأمر الذي يؤثر كثيراً على نفسية الفتاة إذ أنها تتأمل وجهها وتخشى ألا تعود بشرتها إلى طبيعتها ، وبشكل عام تظهر ملامح النمو الأنثوي لدى الفتاة.
من الجدير بالأهمية أن أذكر النمو الذي يحدث بالجهاز التناسلي لدى الأنثى ، وما ينشأ عنه من نمو في المبيض .
وظيفة المبيض هو إفراز البويضات وإعدادها للتلقيح وإفراز الهرمونات الجنسية المختلفة.
يفرز المبيض نوعين من الهرمونات
1- الهرمونات الأنثوية ألا وهي البروجسترون والاسترين
2- الهرمونات الذكرية ألا وهي الأندروجين
وتكون بالطبع نسبة الهرمونات الأنثوية أعلى في البنات عن الهرمونات الذكرية .
تبدأ الدورة الشهرية في المتوسط عند سن 12 سنة ، ويستمر نزول دم الحيض مدة 5 أيام في المتوسط، وفي اليوم الـ14 من أول يوم لنزول الدورة الشهرية تنفجر البويضة الناضجة من المبيض وبعد انفجار البويضة يتكون الجسم الأصفر في المبيض ، ويفرز هرمون بسبب تضخم الغشاء المخاطي للرحم ، وإذا أخصبت البويضة يزداد تضخم الغشاء المخاطي لأعداد الرحم لاستقبال البويضة الملقحة.
كيف تحدث الدورة الشهرية:
إذا لم يحدث الإخصاب يضمر الجسم الأصفر وتزداد نسبة إفراز الاسترين عن البروجسترون وبذلك يسقط غشاء الرحم وينفصل عن الجدار مسبباً نزول دم الحيض أو الدورة الشهرية.
الأعراض الجسمانية والنفسية المصاحبة للدورة الشهرية:
آلام في الثديين، صداع، تهيج في المثانة، إمساك وفي بعض الأحيان إسهال. كما يحدث أيضاً بعض التوتر العصبي ويزيد الشعور بالملل والإرهاق السريع وسرعة التأثر في هذه الفترة من الشهر.
مظاهر النمو الانفعالي لدى الفتاة :
تصاحب هذه المرحلة صراعات عنيفة ، وتقلبات سريعة وذلك لأن السرعة الهائلة في النمو الجسماني تلقي بثقل نفسي شديد على نفسية الفتاة.
إلى جانب البدء في ظهور رغبات لدى الفتاة ( أو المراهقين عموماً) ، هذه الرغبات التي تعمل في مجال المخيلة ،لم تكن موجودة من قبل ، ولكن عند ظهورها تشعر الفتاة بالخجل أو الذنب ، إلا أنني أود أن أشير إلى ان ظهور هذه الرغبات هو أمر طبيعي مصاحب لمرحلة المراهقة ، علينا ان نعترف به كمظهر طبيعي من مظاهر النمو ، علينا أيضاً ان ننظر لهذه الأمور بنظرة مقدسة لأن الله لم يخلق فينا شيء نجس. ويجب أن نحفظ هذه الرغبات دون ان نسئ استخدامها ، حتى يأتي الوقت المناسب لممارستها في نطاق الزواج.
يحدث نوع آخر من النمو ألا وهو النمو العاطفي، فتصبح لدى الفتاة اهتمامات جديدة بخلاف الأسرة ألا وهي الأصدقاء والانجذاب تجاه الجنس الآخر.
من الملاحظ أيضاً في هذه المرحلة التقلب العاطفي الشديد ما بين الفرح، والحزن، الرفض والقبول الحب والكراهية.
العوامل المؤثرة في مرحلة المراهقة:
1-عوامل كيميائية (نتيجة لإفراز الغدد هرمونات في جسم الفتاة حيث تعمل بكل قوة في مرحلة المراهقة وتضخ الغدد مواد كيميائية شديدة التأثير).
2-عوامل نفسية (تتركز في صراع الهوية ومحاولة اكتشاف الفتاة لنفسها ومعرفة شكلها النهائي وشخصيتها المستقبلية).
3-عوامل اجتماعية (تتلخص في ضغط الأصدقاء على الفتيات )لأن الولاء الأول في هذه المرحلة يكون للأصدقاء وليس للأهل كما كان في السابق).
متطلبات فترة المراهقة:
1-قبول النفس 4-الإعداد للارتباط
2- الاستقلال 5-الإعداد للحياة العملية
3- تكوين منهج الحياة 6-ثقل المهارات الفردية
من الجدير بالأهمية أن تنظري لمرحلة المراهقة كنعمة وليست كنقمة، فهذه المرحلة كما سبق وأشرت أنها فترة عبور إلى النضوج.. استمتعي بكل تغير يطرأ عليكِ لم يكن موجوداً من قبل .
صديقتي الشابة .. اشكري الله من أجل انه اجتاز بكِ كل سني حياتِك السابقة ، وهو أيضاً سيجتاز معكِ في هذه المرحلة الحالية، هو يشكلِك ويغير فيكِ لتكوني في أروع صورة ، وهو يريد أن يأتي بكِ إلى أفضل حياة وأروع مستقبل يمكن أن تتمتعي به .
"لأنك أنت اقتنيت كليتي. نسجتني من بطن أمي. أحمدك من أجل إني قد امتزت عجباً. عجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقيناً. لم تختفِ عنك عظامي حينما صُنِعتُ في الخفاء ورُقمت في أعماق الأرض. رأت عيناك أعضائي وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت إذ لم يكن واحد منها. ما أكرم أفكارك يا الله عندي ما أكثر جملتها. إن أحصها فهي أكثر من الرمل". ( مزمور 139: 13 – 18 ).