عندما تسود الفوضى أفكارنا ، فالمشاعر تتبع .عندما يصير العقل متمركزًا على الذات ومستسلمًا لمعتقدات محورية خاطئة حافلةبالاستياء والأنانية والكبرياء والسيطرة والشهوة – فإن الأفكار التلقائية التيتُنشئ فينا رد فعل على المواقف المختلفة هي أفكار تؤدي إلى مشاعر شديدة من الغضبوالخوف والرغبة الشديدة في اقتناء المزيد – المزيد من المال والجنس والكرامةوالقيمة والشهرة ورضا الناس وكل شيء. وهذا يفسر السبب وراء وجود صراع كبير بينالأصدقاء والأهل والأزواج والزوجات.
مثلاً عندما يكون لدي معتقد محوري يقول إني أهممن الآخرين، فعندما يخطئ أحدهم في حقي – ولو خطأً بسيطًا – فإن أفكاري التلقائيةتكون كالتالي: " لقد أُهنت إهانة بالغة، ويجب أن أنتقم . فإذا لم أنتقم،سأصير إنسانًا بلا كرامة". وهكذا تنشأ في داخلي مشاعر غضب شديد تمنعني من التفكيرفي إمكانية المسامحة والغفران . أما عندما يكون القلب خاضعًا لله ، فإن الذهن يميلإلى التفكير في كل ما هو حق وعادل وطاهر ومُسر وصيته حسن ومُتجه إلى خير الآخرينوخير النفس على نحو متوازن( تحب قريبك كنفسك)، وليس في التمركز على النفس فحسب،مثلاً يمكن عندئذٍ أن أفكر هكذا: "ما الذي جعل هذا الإنسان يفعل ما فعل؟ ماالمشكلة التي هو واقع فيها ؟ ما الطريقة التي تربى وفقها؟ ما الأفكار التي تجعلهيهين الآخرين هكذا ويحرم نفسه من الحياة بسلام ومحبة بين الناس؟"
دالاس ويلارد- كتاب تجديد القلب – ترجمة د.أوسم وصفي