صديقتي الغالية..من موقع برنامج لمسات شافية أرحب بكِ وأقدم لكِ أرق تحياتي.
تسلمت من بعض صديقات البرنامج رسائل يمكن تلخيصها في الكلمات التالية:
" اشعر أنني أختلف كثيراً عن كل الأخريات من حولي..فهن يتحدثن مع الآخرين دون أي تردد ، إلا إنني أختلف عنهن كثيراً في كوني خجولة ، إلى جانب أنني أتردد كثيراً قبل أن أبدأ بأي حديث. أود أن أكون تلقائية مثلهن، ولكن لست أدري ما هوالسبيل إلى ذلك، وماذا أفعل لأصير شخصية اجتماعية؟"
عزيزتي..أثق كثيراً أن تواصلنا الاجتماعي يثري إلى حد بعيد حياتنا النفسية والفكرية، بالإضافة إلى أنه يعمل على إكسابنا خبرات متنوعة، ويثري فينا مهارات الحياة في أجمل صورها..لذا فضلت أن أنشر ردي سعياً أن نتبادل وجهات النظر.
عزيزتي..قال أحدهم إن الثقة بالنفس هي أساس العلاقات الاجتماعية، والشخص الواثق بنفسه، يثق به الآخرون.
من المحتمل أن يكون رأي الناس فيكِ.. في مظهرِك الخارجي..ملابسِك، أناقتِك، تصرفاتِك، سلوكِك..يشكل بالنسبة لكِ أهمية بالغة. ربما تشعرين انكِ موضع حديث الناس، الأمر الذي يعكس بداخلِك (بعض الشيء) الخوف من مواجهة المجتمع، وقد يزداد هذا الخوف إن أبدى أحدهم عدم إعجابه أو موافقته على أمرٍ يخصك.. لذا فرد الفعل الذي تفضلينه هو الانعزال عن الآخرين خوفاً من رفض الناس أو على الأقل خشية عدم موافقتهم لكِ على طول الخط.
لذا، فمن الجدير بالأهمية، ألا تعيري اهتماماً بالغاً برأي الناس فيكِ..أشجعكِ ألا تجعلي رأيهم فيكِ يشل تفكيرِك أو تحركاتِك..ربما يكون من الصعب عليكِ أن تغيري هذا الأسلوب، ولكن لن يستحيل أبداً أن تبدئي تدريجياً في تدريب نفسكِ على ذلك .
اهتمي عزيزتي برضاكِ أنتِ عن نفسكِ ، ولا تقدمي على عمل أي أمر تعوزكِ القناعة تجاهه.
اهتمي أيضاً برضا الله عنكِ وعن أفكاركِ الخفية ومشاعركِ الدفينة وسلوككِ الخارجي.
أود ايضاً أن أشجعكِ على أن تكوني مبادِرة تجاه الآخرين، ولا تنتظري أن يقوموا هم بالخطوة الأولى نحوكِ.. ابدئي أنتِ ..اقتربي إلى الناس بصدق وبشاشة وابتسامة تعكس صفاءك النفسي، فالابتسامة الصادقة في وسط عالم مليء بالمشاكل تمنح للناس أملاً ورجاءً في الغد.
أشجعكِ أيضاً على أن تكوني إيجابية في أحاديثك مع الناس، اهتمي بالموضوعات التي تهم حياتهم..اسألي عنهم بصدق وإخلاص.
يحتاج جميعنا أن يتعلم فن الاستماع للآخرين، الأمر الذي يعد مهارة من مهارات الحياة.
أشجعكِ أيضاً عند استماعكِ للناس، أن تضعي نفسكِ مكانهم، ولتكن مساعدتنا لهم بصورة عملية.
ثقي عزيزتي أن الآخرين من حولنا يحتاجون أن يروا أناساً صادقة تقترب إليهم دون مصالح مرتقبة أو رغبات خفية..
أشجعكِ أن تبدئي مع زميلة أو اثنتين من بين الشخصيات اللاتي تشعرين بسهولة أكثر في الاقتراب إليهن.. تجاوبي معهن، وتجاوبي مع مبادلتهن أيضاً التجاوب من نحوكِ.
أثق أنه على نحو تدريجي سوف يقل إحساسكِ بالخوف عند اختلاطك بالناس، أثق أيضاً أن ثقتكِ بنفسكِ سوف تزداد تدريجياً، وخطوة تلو الأخرى، اعملي على توسيع دائرة تعاملاتِك مع الناس من حولِك.
في النهاية ، أود أن أشجعكِ على أن تثقي بمحبة الله سبحانه لكِ على نحو شخصي، لذا دعمي شركتِك الحية معه من خلال الصلاة وقراءة كلمة الله التي تَعد أنفاس الله المليئة بالحب تجاهنا دون قيدٍ أو شرط.
وكلما كان نبعكِ ملآن..ستتمكنين من الفيض بسخاء على الناس من حولِك.
" النفس السخية تُسمن، والمروي هو أيضاً يُروى" ( أمثال 11: 25)