تصور أزمة الهوية واكتئاب المراهقين حقيقة حالة الجوع الروحي والعزلة التي نعيشها في عالمنا المعاصر. إن ما يعطي الإنسان شعورا بالقيمة والهوية والمعنى هو أن يكون محبوبا. والعلاقة بالله ( الآخر المطلق) والإنسان
( الآخر المنظور) هما الساقان اللتان تقف عليهما هويتنا وقيمتنا. وعبادة الله والعمل على خلافته في الأرض وخدمة البشر هما اليدان اللتان بهما نشعر بأن هناك ما نفعله في هذه الحياة ونقدمه إليها.
وأعني بالعلاقة السليمة بالنفس محبة النفس واحترامها دون طمع أو انانية ولا خوف، فيما اعني بالعلاقة السليمة بالله الإيمان بوجوده وسلطانه والرغبة في التواصل به وطاعته .
وبالنسبة إلى العبادة، فليس المقصود بالضرورة الممارسات الدينية المختلفة ، بل في الأصل ، الاعتراف بالقلب قبل اللسان بأن الله هو الخالق والإنسان مخلوق. اما فيما يتعلق بالعمل لخير البشر فإن المقصود هو ان يمارس الإنسان العطاء والأخذ لتحقيق المصلحة المشتركة للجميع.
كلما اقتربت حياتنا من هذا النموذج المثالي، شعرنا بالمعنى والهدف والقيمة. كلما ابتعدنا منه ، شعرنا باليأس والخوف وانعدام المعنى.
د. أوسم وصفي