بناء الثقة بالنفس

صديقتي الغالية.. إن ضعف الثقة بالنفس يكدر نفوس الكثيرات والكثيرين، كما أنه يثبط هممنا خوفاً من أن نُقدم على أداء مهام جديدة ، وبالتالي تفوتنا فرص جديدة للنجاح، فنشعر بمزيد من المحدودية والضعف.

قال أحد علماء النفس إن أصل كل مشاعر ضعف للثقة بالنفس يأتي من مقارنة أنفسنا بالآخرين سواء من ناحية الجمال أو الذكاء أو المستوى المادي.

لذا فإن أول خطوة عليكِ في عملية بناء ثقتِك بنفسِك هي أن تبدئي برفض مقارنة نفسِك بالآخرين من حولِك، لا تحاولي تقليدهم، فالله أوجدِك لتكوني نموذجاً فريداً متميزاً لا لتكوني نسخة متكررة من الآخرين.

اعلمي أن ضعف الثقة بالنفس لا يتم بين يوم وليلة ، وبالتالي فإن بناء الثقة بالنفس لن يحدث بين عشية وضحاها ولكنه يستلزم بعض الوقت.

اسألي نفسِك عن الأمور التي تجعلِك غير راضية عن نفسِك.

اعملي على تحليل الأمور بعناية..وميزي الفرق بين ما يمكن تغييره وما لا يمكن تغييره، ثم غيّري ما تستطيعين تغييره، أما الأمور التي ليس بإمكانِك تغييرها ، فعليكِ أن تقبليها وتتعايشي معها.

ثقي في محبة الله لكِ وارضي بكل ما أعطاكِ إياه من إمكانات أو قدرات أو مال أو ذكاء.

لا تجعلي انتقادات الآخرين تشكل صورتكِ عن نفسكِ .

لا تصدقي الرسائل السلبية التي تصلِك .

طوري علاقاتِك مع الأشخاص الإيجابيين الذين يشجعونكِ ويقدرونكِ.

لا تتكلمي عن نفسِك بصورة سلبية ( مثلاً أنا فاشلة – يائسة – لن أنجح أبدا) وهكذا...

حاولي أن تكتشفي مواهبِك وميولِك ، ولا تقولي ليس لدي موهبة أو إني لست ماهرة في أي شيء.

جربي نفسك في مجالات مختلفة ، وثقي أنه بداخلكِ طاقات مخزونة لم تكتشفيها بعد، ثم اعملي على تطوير هذه المهارات على نحو مستمر و نمي نفسكِ في هذه المجالات بقدر استطاعتِك.

اعلمي أن النجاح يمنحنا ثقة بأنفسنا، فكوني جريئة في دخول تحديات جديدة ، وبكل تأكيد مع التجربة ستجدي النجاح ومع النجاح ستزيد ثقتكِ بنفسكِ.

إن كنتِ تدرسين أو تعملين، إن كنتِ زوجة أو أم ، فقومي بدوركِ على أكمل وجه ، لأن أمانتك في الوزنة التي بين يديكِ اليوم ستكون مصدراً لتوسيع البركات في حياتكِ.

" كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير" ( متى 25 : 21).

ساعدي الناس من حولكِ بالمهارات التي لديكِ، عندئذٍ ستشعرين بسعادة غامرة في إسعادكِ للآخرين واهتمامكِ بهم.

في كل خطوة من خطوات حياتكِ تعلمي أن تتكلي على الله الذي منه كل معونة وقوة.

انسبي كل تقدم أحرزتيه في حياتكِ لله وليس لذاتكِ لأن الله هو مصدر لكل البركات.

" كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" ( يعقوب 1 : 17 ).