كيف يشفي الله مشاعرنا الجريحة؟

كيف يشفي الله مشاعرنا الجريحة؟
هذا السؤال لطالما بحث الكثيرون عن إجابته..

هناك بعض النقاط الموجزة في كلماتها، إلا أنها بفعل عمل الله العجيب تتحول إلى قوة مغيرة ومؤثرة بحياتنا.

إن كنتِ تشعرين بالاحتياج إلى شفاء مشاعرك ، فتأكدي انكِ لستِ بمفردك تنشدين هذا المطلب..

اسمحي لي أن أشاركك ببعض النقاط متمنية أن  تجديها عملية ومفيدة..

 

نحتاج إلى الاعتراف بحاجتنا للشفاء

 البعض يستر احتياجه خشية أن يتعرض للرفض من الآخرين، ولكن علينا ألا نسمح للرفض الذي تعرضنا له من الآخرين في الماضي أن يحول دون حصولنا على الشفاء الذي يسعى الله أن يمنحنا إياه.

فالله يعرف كل منا عن قرب، وعندما نكون أمناء معه في كشف احتياجنا أمامه، ونخبره عن جروحنا، عندئذٍ يبدأ معنا في مسيرة الشفاء.

 

 

نحتاج أيضاً أن نعترف بمشاعرنا السلبية

إن كان خزاننا الداخلي ممتلئاً بالغضب والسخط والمرارة وغيرها من المشاعر السلبية، فنحن في أمس حاجة إلى أن نعبر عن هذه المشاعر السلبية أمام أناس يتفهموننا. من الجدير بالأهمية أن ننمي علاقات حميمة بأشخاص يفسحوا لنا المجال أن نكون أنفسنا أمامهم، أناس يستطيعون أن يتلامسوا مع المعاني العميقة لكلماتنا ومشاعرنا دون الحكم علينا أو انتقادنا أو توبيخنا على مشاعرنا.

إن مثل هذا الاعتراف بالمشاعر السلبية يعمل على تنقية قنواتنا الداخلية وجذور أفكارنا، فيسهل عند هذه النقطة من التفريغ السلبي أن نتزود بالملء الإيجابي.

 

نحتاج أن نغفر لمن أساء إلينا

الغفران لا يعني نسيان الخطأ كما لو أنه قد تم محوه من ذاكرتنا، كلا، بل ستبقى الذكرى لما حدث ، ولكن الغفران يعني تقديم القبول والمحبة بالرغم من شعورنا بالجرح ( أي أن الغفران يأتي في المقام الأول الذي يتبعه فيما بعد شفاء المشاعر) وهذا عمل إرادي 100 % ، إذ إنه لا يعتمد على المشاعر بأي حال من الأحوال.

 

نحتاج أيضا أن نقبل محبة الله

هناك فراغ داخل قلوبنا دفين جداً ولا يستطيع أن يملأه سوى الله ، فمن الجدير بالأهمية ألا نتمركز حول ذواتنا بل علينا أن نثبت أفكارنا وأنظارنا نحو الله .. علينا أن نتكلم إلى الله سبحانه ..نقدم له التسابيح والترنم .. نتأمل بأمانته  وقداسته.. نتأمل في رحمته التي هي بلا حدود وفي صفحه الآسر والغافر.

عند هذه النقطة ، وبالوجود في حضرة الله سبحانه ، سنتمكن من التلامس مع محبته لنا والاقتراب إلى قلبه الأبوي الحنون المملوء بكل الحب والحنو علينا.

 

 

نحتاج أن نفكر أفكار الله ، ونتخلى عن الأفكار السلبية التي لطالما جذبت أرجلنا إلى الخلف

نحتاج أن نفكر الأفكار التي هي بحسب فكر الله لنا وليس بحسب نظرتنا نحن لأنفسنا.

وهذا بالطبع يحتاج إلى تدريب. ومن الجدير بالأهمية أن نعترف بأن الأفكار السلبية حجبت عنا لوقت طويل التمتع بأفكار الله الصالحة من جهتنا.

 

 

نحتاج أيضا إلى الصبر

لماذا كانت هذه الخطوة مهمة في مسيرة تعافينا؟ لأن نفاذ الصبر يقودنا إلى الاستسلام الذي بدوره يجعلنا حساسين تجاه أي نقد، وربما يجعلنا عرضة للشعور بالرفض، وبالتالي سيعيق ذلك من تعافينا، فالتعافي هو عملية نمو والنمو يحتاج إلى صبر.

 

فلنثق أن الله يعمل فينا ، وأن الصراع الذي بداخلنا هو جزء من عملية تعافينا.

الله يستخدم جميع الأمور ليعلمنا من خلالها دروساً نافعة ثمينة. فلنثق أننا لسنا بمفردنا نجتاز الألم، ولكن الله سبحانه معنا، بقلبه الأبوي يشملنا وبسلطانه يمنحنا الغلبة والشفاء.. فما أعظمه إله محب يجبر الكسور ويطلق للنور.

 

لمسات شافية