المحور العاطفي

 

إن المحور العاطفي هو نقطة التماس التي تثير عواطفنا وقد تجعل عينينا  تمتلئان  بالدموع .. إنها الباعث المحرك لما هو مختزن بداخلنا من ذكريات أليمة.

 

إننا جميعاً تعرضنا لعدد من الخبرات الأليمة .. قد نكون تربينا بين أبوين يسيئون إلينا إما لفظيا أو بدنياً .. أو نكون تعرضنا لحالات من الهلع شعرنا عندها أنه لا حول لنا ولا قوة وليس من مجيب أو سنيد ، أو ربما تعرضنا لفقدان أحد الأحباء إلينا، أو إلى تحطم علاقة عاطفية دون وجود أية نبوءة بفشلها..

 

أياً كانت هذه الخبرات ، فإن تراكمها بداخلنا يولد فينا مشاعر ألم تبقى ساكنة بداخلنا إلى أن يحركها حدث، أو رائحة ما ، أو خبر سمعناه  أو شخص التقينا به ليفجر من داخلنا هذا الغضب الكامن..

 

وفي محاولة الناس لتجنب الاقتراب من هذا المحور العاطفي ، فإنهم يجتنبون الأشخاص أو الأحداث التي تضغط بدورها على ألمنا الدفين . إلا أننا لن نستطيع ان نفرض العزلة على أنفسنا بصورة تؤمن لنا عدم المساس بمحورنا العاطفي..

 

لذا علينا ان نسعي لعلاج صراعات الماضي ومواجهتها بدلاً من الهروب منها .

رغم أن بعض الناس يصرون على أن الماضي ليس له تأثير على حياتهم ، إلا أنني أود أن أؤكد أن الماضي له تأثير قوي على استقبالنا للحياة في الحاضر وقدرتنا على الانطلاق إلى المستقبل بقوة وفاعلية.

 

البشري السارة التي أريد ان أتركها معكم اليوم ، هي أن الله بجلاله يستطيع أن يلمس محورنا العاطفي بروحه القدسي ليُظهر على السطح كل الجراحات القديمة ويتعامل معها بلمساته الشافية..