آليات الدفاع النفسي

أصدقائي..تحية من عمق القلب إليكم جميعاً.. أسعد كثيراً أن ألتقي بكم عبر موضوع جديد..

كلنا يتفق على أننا جميعاً نجتاز ضغوطاً مختلفة ما دمنا في هذه الحياة. يستخدم الناس نوعين من الوسائل في حل المشكلات. الوسيلة الأولى المعروفة هي الوسيلة المباشرة التي تعتمد على المواجهة وتحديد أبعاد المشكلة وتحليلها ثم إيجاد عناصر داعمة لإيجاد حلول عملية وموضوعية.

أما الأسلوب الثاني الذي نتبعه ربما دون أن ندري هو استخدام الحيل الدفاعية أو آليات الدفاع النفسي.

ما هي الحيل الدفاعية؟ 

الحيل الدفاعية هي أساليب غير مباشرة يلجأ إليها الفرد لتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي ، والتغلب على مشاعر اليأس  الإحباط والصراعات  الناتجة عن عدم تحقيق الأهداف أو عدم إشباع الدوافع والحاجات الإنسانية ، وربما  يستمر الفرد في استخدامه لهذه الدفاعات لفترة طويلة بسبب عدم قدرته على التغلب على مشكلاته أو إشباع حاجاته بالطرق المباشرة.  

لماذا تُعَّرف بأنها حيل دفاعية؟

تُعرَّف بأنها  حيل دفاعية لأنها تقلل من آثار التوتر والقلق الناتج  عن الإحباط والصراع ولكنها لا تؤدى إلى تحقيق الهدف أو إشباع الدوافع بطريقة واقعية ، بل قد تدفع الفرد  إلى ممارسة أنماط من السلوك غير الملائم ، وقد تكون وظيفتها الجوهرية أنها تهيئ للإنسان مساحة من الوقت ليعيد تنظيم حياته حتى يتوصل إلى الحلول الملائمة والواقعية لمشكلاته، ولكن على الجانب الآخر ، فأن الإفراط في إتباع هذه الآليات النفسية قد يفصل الإنسان عن الواقع، 

 وقد تتأثر علاقاته الاجتماعية وربما تنشأ بعض المشكلات الإضافية.

هل الدفاعات النفسية شعورية أم أنها لا شعورية؟  

تتسم الحيل الدفاعية بأنها لا شعورية ، فالفرد  الذي يلجأ لاستخدامها لا يكون واعيا بالدوافع أو الأهداف الحقيقية لها ، بل قد ينكر أنه يلجأ إليها .

ما هي أنواع الحيل الدفاعية؟

 

الكبــــــــــــــــــــت  

الكبت هو نوع من النسيان المدفوع حيث يلجأ الفرد ( بصورة غير واعية)  إلى  إبعاد الدوافع غير المقبولة والذكريات المؤلمة أو المشينة أو المخيفة عن دائرة الشعور والوعي ، وإخفائها في اللاشعور.

( يمكنكم معرفة المزيد عن هذا الموضوع من خلال الاستماع للحلقة المذاعة على موقعنا تحت عنوان الكبت، بالإضافة إلى وجود مقال منفصل يدور حول موضوع الكبت).

 

الإعلاء أو التسامي 

الإعلاء أو التسامي هو تحويل " الطاقة النفسية المتعلقة بأحد الدوافع أو الأهداف غير المقبولة اجتماعيا وتوجيهها إلى نشاط اجتماعي مقبول ومفيد. على سبيل المثال ، تحويل الرغبة الجنسية إلى ممارسة أنشطة أدبية أو فنية أو رياضية ليتم تفريغ الطاقة الجنسية بصورة مقبولة اجتماعياً وأخلاقياً .

                                                                                                    

التـــــــــــــــــــــــــبرير  

التبرير هو محاولة لا شعورية لإعطاء أسباب تبدو مقبولة اجتماعيا أو معقولة منطقيا على الرغم من أنها بالفعل غير سليمة ، وذلك لتعليل رأى أو شعور عمل يصدر من الشخص، تجنبا للسبب الحقيقي وذلك ابتعاداً عن الاعتراف بالخطأ ومواجهته.

 

التـعويــــــــــــــــــــــــــــض 

التعويض هو حيلة دفاعية لا شعورية يلجا إليها الفرد لتخفيف حدة التوتر الناتج عن خبرة الإحباط أو الصراع وما يصاحبها من شعور بالنقص أو إحساس بالفشل، وهو نوع من تغيير الأهداف، وهو يختلف عن استبدال الأهداف ( لماذا؟)  لأنه في حالة التعويض يتم ذلك بصورة لا شعورية ،( مثال الفشل في علاقة عاطفية ، فيتم تعويضها بعلاقة أخرى لتخفيف الجرح الناتج عن فشل العلاقة الأولى) أما في حالة استبدال هدف بآخر كطريقة مباشرة للتوافق فيكون عن وعى وإدراك وشعور ، علاوة على أن تغيير الأهداف كطريقة مباشرة لا يصاحبه عادة شعور بالنقص أو إحساس بالفشل كما هو الحال في التعويض.

ولعله من وسائل التعويض استخدام القوة مع كائن أضعف أو مع الأصغر سناً.

 

      تشويه الهدف الجيد 

تعتمد هذه الحيلة على إقلال الشخص من قيمة الهدف الذي يعجز عن الوصول إليه .

على سبيل المثال: ، عندما يفشل الفرد في الحصول على وظيفة ما ، فإنه يبدأ في سرد سيئات هذا العمل بأن مستقبله غير مضمون مثلاً، أو أنه لا يصبو إلى إمكاناته وهكذا.

ونجد ذلك أيضاً في حالات فشل بعض العلاقات العاطفية، فيبدأ الشخص الذي تعرض للرفض في تشويه صورة الآخر.

 

      تحسين الهدف السيئ 

هذه الحيلة تعتمد على تضخيم الفرد  لقيمة الهدف الذي وصل إليه على الرغم من أنه ليس هدفا جيدا مثلاً  بوصف وظيفة متواضعة جداً بأنها ستضمن له حياة كريمة ومستقبل باهر.

 

الإزاحة أو الإحــــــــــــــلال  

 تتخذ الإزاحة صورة النقل من أشياء أو أشخاص معينين إلى أشخاص آخرين، وذلك لتقليل حدة الغضب أو القلق ، وهذا يتضح عندما يقوم الزوج بتحويل غضبه من رئيس العمل إلى زوجته ، وتقوم الزوجة بتحويل غضبها من زوجها و تقوم بتفريغه في الأبناء ،،وهكذا.

 

 

الاسقـــــــــــــــــــــــــاط 

الإسقاط حيلة أخرى يلجا إليها الإنسان حين يلصق عيوبه أو نقائصه أو فشله بالآخرين ، وهو وبذلك ينكر وجود هذه العيوب أو الأخطاء فيه ،وينسبها إلى شخص آخ. ر

 

الـتقمـــــــــــــــــــــــــص

حيلة التقمص تعتبر عكس حيلة الإسقاط، وفيها يسعى الفرد إلى خفض التوتر النفسي الناتج عن الإحباط والصراع عن طريق التحلي ببعض الصفات والخصائص التي يتسم بها شخص محبوب لديه، أو عن طريق الاتحاد الوجداني مع هذا الشخص.  

 

التكوين الضدى ( تكوين رد الفعل عكسي)  

هذه الحيلة تعتمد على تحويل الرغبة غير المحبوبة إلى رغبة محبوبة، فمثلا المبالغة في الاهتمام بصحة شخص لا نحبه لإخفاء مشاعر الكراهية الدفينة.

 

 العنــــــــــــــــــــــــــــــــاد

تستخدم هذه الحيلة لتأكيد الذات عند الشعور بالمهانة أو الشعور بالظلم.

مثال الموظف الذي يخالف آراء رؤسائه قد يكون ذلك من باب تأكيد الذات وإثبات الأهمية.

 

أحلام اليقــــــــــــــــــــــظة

 يعتمد الفرد على تحقيق أهدافه التي عجز عن تحقيقها في الواقع إلى عالم الخيال. أحلام اليقظة لها أنواع مختلفة ( كأحلام البطولة وأحلام العدوان وأحلام الاستشهاد ، وغيرها

      ( يمكنكم معرفة المزيد عن موضوع أحلام اليقظة من خلال الاستماع للحلقة المذاعة في موقعنا تحت هذا العنوان، بالإضافة إلى وجود مقال منفصل حول هذا الموضوع.

 

الانسحــــــــــــــــــــــــاب  

وفى هذه الحيلة يبتعد الشخص عن العوائق التى تعترض سبيل تحقيق دوافعه أو المواقف التى تسبب له الصراع أو الفشل ، أو التى تؤدى الى نقده أو عقابه ، ومن أمثلة ذلك الشخص الذى يغلق على نفسه باب حجرته بعد أن تنزل به هزيمة مهيئة ويظل على هذا النحو ساعات طويلة منعزلا 

 

النــــــــــــــــــــــــــــــكوص  

النكوص هو ارتداد الى بعض أساليب التوافق القديمة التى كانت تشبع رغبات الشخص وتحقق أهدافة فى مرحلة سابقة من مراحل نموه ، على الرغم من أنه يكون قد تعدى هذه المرحلة ، ومن أمثلة ذلك عودة الطفل الى التبول اللاارادى حين يلاحظ انصراف إهتمام والديه الى شقيقه المولود حديثا ، ويعتبر النكوص فى هذه الحالة حيلة لا شعورية لجذب إنتباه الوالدين اليه 

 

الإنكار  

يعتمد هذا الأسلوب من الحيل الدفاعية على الإلغاء الكلي للوعي لبعض الأمور المؤلمة التي تعرض لها الفرد ، فمثلاً في حالة التعرض لإساءات بالغة مثل الإيذاء اللفظي أو البدني ، لا يستطيع الفرد أن يحتمل الألم الشديد الذي يشعر به ، فتمنع الذات استقبال هذا الحدث في الوعي .

 

أعزائي.. إن الهدف من وراء عرض النقاط السابقة هو فهم أنفسنا ، ومحاولة فهم الدفاعات التي نلجأ إليها لا شعوريًا ،لنكون أكثر صحة نفسية وأكثر تعاملاً مع مشكلاتنا بصورة واعية مباشرة وإيجابية..

لكم مني كل محبة وتقدير.

لمسات شافية

info@lamsat.org